أبرز ما تناولته الصحف اليوم

عاجل

الفئة

shadow


كتبت النهار

في لبنان ساد صمت مريب امس بعد الهجوم الايراني على اسرائيل. ليس من رئيس للجمهورية يعبر عن سياسة لبنان الخارجية، ومجلس الوزراء منقسم على ذاته، ولا يتمكن من عقد جلسة للضرورة. ووزير الخارجية يتعرض لهجوم كلما نطق بكلمة. لبنان صار مواقف زعماء احزابه وطوائفه.

غاب الموقف اللبناني، باستثناء "حزب الله" صاحب الموقف المعروف سلفا، والمبني غالبا على حسابات غير لبنانية، وهو الاشادة بالعملية من منطلق علاقاته بطهران. وجاء في بيانه الرسمي: "لقد حققت العملية أهدافها العسكرية المحددة بدقة على الرغم من مشاركة الولايات المتحدة وحلفائها ‏الدوليين وادواتها الإقليميين في رد الهجوم الصاعق غير أن الأهداف السياسية والإستراتيجية بعيدة ‏المدى لهذا التطور الكبير ستظهر تباعاً ومع الوقت وسوف تؤسس لمرحلة جديدة على مستوى القضية ‏الفلسطينية برمتها وعلى مستوى الصراع التاريخي مع هذا العدو في طريق الانتصار الحتّمي لأمتنا ‏العربية والإسلامية وللشعب الفلسطيني المقاوم والمظلوم".‏

لكن الحزب نفسه لم يشرح، وربما لم يفهم، الارادة الفارسية وهدفها في ابلاغ الادارة الاميركية مسبقا (وبالتالي اسرائيل) بالضربة ومحدوديتها، وبالتالي التمني عليها عدم التدخل، لابقاء الضربة على محدوديتها. واعطت طهران المجال لاسرائيل وحلفائها للاستعداد للتصدي للمسيّرات والصواريخ واسقاطها، بما لا يؤذي اسرائيل، لكنه يحفظ للجمهورية الاسلامية كرامتها.

وبخلاف التواطؤ الضمني، لم تقدم طهران، ومحورها على السواء، شرحا عن ضعف المنظومة الصاروخية ومنظومة المسيّرات، اذ اسقط 99 في المئة منها، وبالتالي ستصبح المنظومة مفضوحة القدرات، ولا تثير القلق والخوف.

نجحت ايران في كسر حاجز الخوف عن ضرب اسرائيل، وهذا صحيح. لكن طهران اظهرت مرونة شديدة تجاه "الشيطان الاكبر"، وتنسيقا معه، وبالتالي قابلية للحل والاتفاق، وايضا بناء السلام في المنطقة، والتطبيع غير المباشر مع اسرائيل.

ربما افادت واشنطن، وسمحت بالضربة، لارغام حليفتها على بعض التنازلات وبالتالي الذهاب نحو سلام بشروط ميسّرة، والقبول بحل الدولتين. وحققت واشنطن فوزا معنويا بان اثبتت بانها ضابط الايقاع ما بين الحلفاء والخصوم، وانها لا تزال قادرة على لعب هذا الدور. فاسرائيل تحتاج اليها قوة دعم ودفاع وتمويل، ولا يمكنها خوض حروب من دون ضوء اخضر اميركي، وايران تتجنب اقحامها في حرب ضدها لانها تدرك قوتها العسكرية والحربية، ومحدودية قدرة اذرعها في مواجهة "الشيطان الاكبر".




المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة